سورة الحديد - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحديد)


        


{اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} فيه وجهان:
أحدهما: أكل وشرب، قاله قتادة.
الثاني: أنه على المعهود من اسمه، قال مجاهد: كل لعب لهو.
ويحتمل تأويلاً ثالثاً: أن اللعب ما رغَّب في الدنيا، واللهو ما ألهى عن الآخرة.
ويحتمل رابعاً: أن اللعب الاقتناء، واللهو النساء.

{وَزِينَةٌ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن الدنيا زينة فانية.
الثاني: أنه كل ما بوشر فيها لغير طاعة.

{وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ} يحتمل وجهين:
أحدهما: بالخلقة والقوة.
الثاني: بالأنساب على عادة العرب في التنافس بالآباء.
{وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ} لأن عادة الجاهلية أن تتكاثر بالأموال والأولاد، وتكاثر المؤمنين بالإيمان والطاعات.
ثم ضرب لهم مثلاً بالزرع {كَمَثَلٍ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمََّ يَهِيْجُ} بعد خضرة.
{فَتَرَاهُ مُصْفَرَّاً ثُمَّ حُطَاماً} بالرياح الحطمة، فيذهب بعد حسنه، كذلك دنيا الكافر.

{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّنْ رَبِّكُمْ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: النبي صلى الله عليه وسلم، قاله أبو سعيد.
الثاني: الصف الأول، قاله رباح بن عبيد.
الثالث: إلى التكبيرة الأولى مع الإمام، قاله مكحول.
الرابع: إلى التوبة: قاله الكلبي.

{وَجَنَةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ} ترغيباً في سعتها، واقتصر على ذكر العرض دون الطول لما في العرض من الدلالة على الطول، ولأن من عادة العرب أن تعبر عن سعة الشيء بعرضه دون طوله، قال الشاعر:
كأن بلاد الله وهي عريضة *** على الخائف المطلوب حلقة خاتم.

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مِن يَشَآءُ} فيه وجهان:
أحدهما: الجنة، قاله الضحاك. الثاني: الدين، قاله ابن عباس.

وفي {مَن يَشَآءُ} قولان:
أحدهما: من المؤمنين، إن قيل إن الفضل الجنة.
الثاني: من جيمع الخلق، إن قيل إنه الدين.


{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ} فيه وجهان:
أحدهما: الجوائح في الزرع والثمار.
الثاني: القحط والغلاء.

{وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: في الدين، قاله ابن عباس.
الثاني: الأمراض والأوصاب، قاله قتادة.
الثالث: إقامة الحدود، قاله ابن حبان.
الرابع: ضيق المعاش، وهذا معنى رواية ابن جريج.
{إِلاَّ فِي كِتَابٍ} يعني اللوح المحفوظ.
{مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} قال سعيد بن جبير: من قبل أن نخلق المصائب ونقضيها.

{لِكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: من الرزق الذي لم يقدر لكم، قاله ابن عباس، والضحاك.
الثاني: من العافية والخصب الذي لم يقض لكم، قاله ابن جبير.

{وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: من الدنيا، قاله ابن عباس.
الثاني: من العافية والخصب، وهذا مقتضى قول ابن جبير.
وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ} قال: ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبراً، والخير شكراً.

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: الذين يبخلون يعني بالعلم، ويأمرون الناس بالبخل بألا يعلموا الناس شيئاً، قاله ابن جبير.
الثاني: أنهم اليهود بخلوا بما في التوارة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الكلبي، والسدي.
الثالث: أنه البخل بأداء حق الله من أموالهم، قاله زيد بن أسلم.
الرابع: أنه البخل بالصدقة والحقوق، قاله عامر بن عبد الله الأشعري.
الخامس: أنه البخل بما في يديه، قال طاووس.
وفرق أصحاب الخواطر بين البخيل والسخي بفرقين:
أحدهما: أن البخيل الذي يلتذ بالإمساك، والسخي الذي يلتذ بالعطاء.
الثاني: أن البخيل الذي يعطي عند السؤال، والسخي الذي يعطي بغير سؤال.


{وَأنزَلْنَا الْحَدِيدَ} فيه قولان:
أحدهما: أن الله أنزله مع آدم. روى عكرمة عن ابن عباس قال: ثلاث أشياء نزلت مع آدم: الحجر الأسود، كان أشد بياضاً من الثلج، وعصا موسى وكانت من آس الجنة، طولها عشرة أذرع مثل طول موسى، والحديد، أنزل معه ثلاثة أشياء: السندان والكلبتان والميقعة وهي المطرقة.
الثاني: أنه من الأرض غير منزل من السماء، فيكون معنى قوله:

{وَأَنزَلْنَا} محمولاً على أحد وجهين:
أحدهما: أي أظهرناه.
الثاني: لأن أصله من الماء المنزل من السماء فينعقد في الأرض جوهره حتى يصير بالسبك حديداً.

{فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} فيه وجهان:
أحدهما: لأن بسلاحه وآلته تكون الحرب التي هي بأس شديد.
الثاني: لأن فيه من خشية القتل خوفاً شديداً.

{وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} يحتمل وجهين:
أحدهما: ما تدفعه عنهم دروع الحديد من الأذى وتوصلهم إلى الحرب والنصر.
الثاني: ما يكف عنهم من المكروه بالخوف عنه.
وقال قطرب: البأس السلاح، والمنفعة الآلة.

1 | 2 | 3 | 4